التعلق المرضي

سؤال

تحية طيبة،
انا اعيش في العراق و قبل سنة تقريبا التقيت بشخص مصادفة و بدات لدي مشاعر حب كبيره له. هو يبلغ من العمر ٢٠ عام. حاولت ان اصبر و اترك الوقت يقتل مشاعري التي قد تكون رغبة مؤقتة لكن دون جدوى عندها قررت التواصل معه من خلال احدى وسائل التواصل الاجتماعي.
تحدثنا لفترة طويلة و كان هناك توافق لحد ما بالاهتمامات و الاشياء التي نفضلها لكن هو طبيعته عفوية جدا و غير واعية لحد ما و نوعا ما نطلق عليه لقب مجنون لعفويته المفرطة في التعامل مع الناس و اتخاذ القرارات. المشكلة كانت اننا من عالمين مختلفين من حيث نوع الاصدقاء و العمر و بعض النشاطات الاجتماعية اليومية لذلك كان تواصلنا يقتصر على الانترنت. بعد فترة من الزمن و مشاعري تنمو اكثر و اكثر له حتى قررت ان ابوح له بمشاعري و حاجتي له. عندما اعترفت له بكل شيئ لم يكن خائف او متفاجئ لكنه لم يبادلني المشاعر و كان يود ان نبقى اصدقاء. كنت لا اريد ان اخسره رغم انني لا يمكنني ان اكون صديق له على الانترنت و حسب. كنت اريد المزيد منه. اريد الاهتمام و الشعور بالحب و اللقاء و تبادل النشاطات الاجتماعية معه و ان اكون قريبا منه في اغلب الوقت. بعد فترة اتفقنا على اللقاء في احدى الاماكن المخصصة للالعاب الالكترونية و كان هنالك العديد من اصدقائه. التقينا و لعبنا معا و تبادلنا بعض الاحاديث العامة و كنت اشعر بخير و لم اكن مهووسا به عند اللقاء و رحلت عنه بشكل طبيعي و راحة تامة. بعدها استمرينا في الحديث و التواصل في الانترنت و هو يتغير بين الحين و الاخر. اسوء مشاعري تبدا عندما يبدا بالتعامل الجاف معي او الابتعاد او الخلاف احيانا و كنت في افضل حالاتي عندما اشعر باهتمامه و اشعر بشكل طبيعي عندما نلتقي وجها لوجه.
بدات اتعب جدا و قل اكلي و نومي و اهتماماتي و بدا الامر يؤثر على علاقتي مع اصدقائي و اهلي و عملي فقررت ان اضعه امام الامر الواقع اما ان نكون معا دائما او على الاقل نلتقي كثيرا او ينتهي كل شيء الا انه لم يقبل برحيلي و قال اننا اصدقاء لكنني لم اتمكن من قبول الوضع فقررت الابتعاد و عدم الحديث معه.
الان انا لم اتحدث معه منذ اكثر من شهر و هو قد حاول التواصل معي مرة واحدة و لم اجبه. رايته اكثر من مرة و كان يناديني في بداية الامر و يلقي التحية علي و لكن الامر كان يحرقني من الداخل بعدها بدات باشعاره انني اتجاهله و لا اريد القاء التحية و هذا الامر يقتلني كثيرا حتى انني رايته قبل يومين مع اصدقائه الذين يعلمون بصداقتنا و لم القي التحية عليه امامهم.
انا الان في حيرة من امري اريد ان انساه و ان اعود الى حياتي السابقة و عدم الاكتراث له و ان اعيش بشكل طبيعي لكنني لا استطيع رغم انني احاول منذ اكثر من شهر. انا الان على وشك الاستسلام و محادثته في الانترنت لانني اختنق و بحاجة له كالاوكسجين.
هنالك الكثير من التفاصيل التي لم اتمكن من سردها لطولها في هذه الرسالة و لكنني اتمنى ان احصل على رقم من جنابكم الموقر لمحادثتكم عبر الوتس اب او الفايبر.

اشكر لكم مساعدتكم لي و اتمنى ان تنتشلوني من الكارثة التي انا فيها.

محبتي

إجابة ( 1 )

  1. مرحبا بك في قسم الاستشارات ,,,,,

    نود التوضيح ان التعلق المرضي codependency هو حالة عاطفية تحدث لبعض الأشخاص وهي مرتبطة بالحياة اليومية ونمط تصرفتنا مع الأشخاص وسلوكيتنا، مثل التعلق بأحد الأصدقاء بشدة أو التعلق بأحد الأشخاص في الجانب العاطفي والحب، ويكون التعلق في هذه الحالة علاقة قهرية لا تميزها روابط مشتركة وتكون خاضعة لظروف نفسية حدثت لفترة من الوقت ، هذه العلاقة قد ينتج عنها عدم تقدير الذات، والكثير من التصرفات التي تسبب الضغوط النفسية للطرف الآخر.

    نصائح للتعافي من التعلق المرضي

    من الأفضل أن تستشر طبيب نفسي أو إرشاد سلوكي ونفسي، حتى تتعافى من التعلق المرضي نهائياً.
    تكلم مع نفسك عن مشاعرك بكل صراحة، وما مميزات وعيوب الطرف الآخر.
    حل المشكلة بالمصارحة بينك وبين شريك الحياة ، والإفصاح عن احتياجاتك .
    ابحث عن سبب المشكلة عندك ، فقد تشعر أنك بحاجة للحب من الوالدين، لذا صارحهم بضرورة حاجتك لمشاعرهم.
    حاول أن ترضي نفسك وتمارس هوايات تجعلك تشعر بتقدير الذات والرضى عن الذات، مثل ممارسة الألعاب الرياضية.
    اشغل تفكيرك في الموسيقى والبحث والقراءة، والأعمال اليدوية.
    تعرف على أصدقاء جدد لديهم نفس ميولك.
    ضع حدود لنفسك، لا تسمح لأحد أن يتخطاها ويحقر منك.
    حافظ على مرونتك مع الآخرين واضحك معهم.

    تمنياتنا بحياة سعيدة

‫أضف إجابة